كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند في حفل توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة البلمند والمديرية العامة للأمن العام في مقر المديرية العامة للأمن العام – المتحف

8 اّب 2019

سيادة اللواء عباس ابراهيم، المدير العام للأمن العام،
الحضور الكريم،
يُسعدني أن أكون اليوم في حضرتكم، أؤدي قِسْماً من واجبي الوطني تجاهَ من يَسهرونَ على أمنِ هذا الوطن العزيز وسلامةِ مواطنِيه. إنَّ ركائزَ الوطن الأساسية هي ثلاث:
المواطن، والقائد، وحامي الأمن.
إذا ما نظرنا إلى هذا الوطنِ الحبيب نجدُ أنَّ المواطنَ فيهِ مغلوبٌ على أمرِه، مُرغمٌ على القبولِ بما لا يَقبَل، ومرغمٌ على العيشِ بما لا يَرضى، ومرغمٌ على الصمودِ بما لا يَحتَمِل. فنحنُ في بلدٍ يفتقرُ إلى أبسطِ المقوماتِ والمُكَّونات للعيشِ الكريم. إنّنا نحيا في بلدٍ عُرِفَ بهوائه النقي، فتَلَوث، وبمياهِه العذبة فتعَكَّرَت، وسمائِه الزرقاء فتَلَوَثَت بصفارِ الغُبار وسوادِ الغازات القاتِلة.
في معظمِ أرجاءِ الأرض تُحاول الدول أن تُنتِجَ الطاقةَ النظيفة، ونحنُ حتى الطاقةَ الملوثة لسنا قادرينَ على إنتاجِها. فكهرباءنا كالنقدِ النادِر. في دول العالم يتَمنون النفايات لما يَستخرِجونَ منها من طاقة، وأنسجة، ومواد صالحة للبناء.أما نحنُ فنُلَوِثُ شواطِئَنا بقُمامَتِنا، ونُعطِّرُ هوائَنا بروائِحِها. ويقتَتِلُ بعضُ السياسيين لكسبِ المغانمِ على حسابِ صِحَّتِنا.
في ظلِ هذا المنظرِ القاتِم، يبقى بريقُ الأملِ في أمنِنا الذي نَفخرُ بِه. أَمنُنا الذي استعصى على الإرهاب. أَمنُنا الذي سخرَ من المؤامرات. أَمنُنا الذي حَفِظَ الوطن وأبنائِه. ففي زمننا هذا، زمنِ الجهل والإنفعالية، زمن التطرف والطائفية، وزمن داعشَ وأخواتِها، نقتَبسُ عن أحمد شوقي أمير الشعراء قوله "إنما الأمم الأخلاق ما بقيَت" لنقول إنما الأُمم الأمنُ ما بقيت، فإن هُم ذَهَبَ أمنهُم ذَهبوا. وهذا يعودُ الفضلُ فيه إلى المؤسساتِ العسكرية عامةً وهذه المؤسسة، مؤسسة الأمن العام خاصةً، برعاية لواءٍ يَعرفُ معنى الوطنَ والمواطنة، ويحفَظُ الأمن والأمانة. لهذا اللواء الصديق، والأخ العزيز، ولكثرَةِ ما يُرهِقُونَه بأفعالِهم، ويُثقِلونَ كاهِلِه بمشاكلِهِم، لهذا الصديق أقول، "مِن نِعَم الله عليك حاجة الناس إليك" كما جاءَ في حديث الإمام علي (عليه السلام).
فآملُ أن يبقى مِقداماً في ما يفعل وأن لا يَيأَس من كثرةِ الشدائِد.
فهنيئاً للبنانِكُم فيكم.
عشتم، عاشت مؤسسة الأمن العام، وعاش لبنان. ​


​​​​​