كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند في احتفال خريجي جامعة البلمند في أبو ظبي

8 اّذار 2019

صاحب السمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح، راعي هذا الاحتفال،
سعادة السفير الأستاذ فؤاد دندن،
سيادة المتروبوليت غريغوريوس الخوري الجزيل الاحترام،
السادة أعضاء مجلس الأمناء،
خريجي جامعة البلمند الأحباء،
الضيوف الأعزاء،
أيها الحفل الكريم،


كما جرت عادة اللقاء في كل سنة في دولة الإمارات الحبيبة، نلتقي مجدداً هذا العام لنؤكدَ على أهميةِ الدورِ الريادي لجامعة البلمند، في لبنان والمشرق العربي.

يشرّفني اليوم أن أقفَ في حضرتكم للمرة الأولى كرئيسٍ لهذا الصرح العلمي الجليل، الذي أغدق على العالم بكرم علمه ومناقبية خرّيجيه. 

لقد حاولنا منذ يومنا الأول أن نرسم خريطة طريقٍ لعملنا في هذه الجامعة العزيزة، وأن تكون رؤيتنا لمستقبل هذا الصرح العلمي كفيلةً بمتابعة الجهود التي بُذلت من قِبل جميع من سبقنا في قيادةِ هذه الجامعة، من الدكتور جورج طعمة، إلى الأستاذ غسان تويني، إلى الدكتور ايلي سالم. 

إنَّ قناعتنا بأنّ الرؤيةَ العلمية الواضحة إذا ما ترافقت مع العمل الدؤوب تكون الأساس الصالح لنجاح مهمتِنا في إعلاءِ شأنِ جامعة البلمند. فإذا انعدم العمل، كانت الرؤية سراباً واهياً، وإذا انعدمت الرؤية، كان العمل ضرباً من الجنون ودرباً نحو الفشل.  وخير دليل على ما ذكرناه، وجودَنا في دولة الإمارات، هذا البلد الذي يجسّد مثالاً حيّاً لأهمية العمل الحثيث المصحوب بالرؤية الثاقبة.

إنَّ رؤيتنا لجامعة البلمند تُختصر بأمرين إثنين:

1. التميّز في التعليم (Excellence in Education): نسعى، منذ استلامَنا سدّةَ الرئاسة، إلى رفعِ المستوى الأكاديمي عن طريقِ التعاونِ مع الجامعاتِ العالمية، والمؤسسات الدولية للتصنيف، وتشجيع مجالات الأبحاث، وعقدِ إتفاقيات مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية. 

2. الأخلاقيات في التعاطي (Ethics in Conduct): إننا نؤمن أنَّ العلمَ يجب أن يقترن بعاملين إثنين ليكون لخيرِ الإنسانِ وتقدّم البشر: الأخلاق السامية والإيمان الصادق. فالأخلاق هي التي تحفظ العلمَ في الإنسان وتبقيه في خانة تطوير شؤونه الحياتية وتحسين منظومته الإجتماعية.  أمّا الإيمان الصادق بالله، فيحفظه من شرّ التعالي والغرور، ويمنَحَهُ نعمة الصبر وجلال التواضع، ويضيءَ بصيرتَهُ بنورِ الحقّ، ويجنّبَهُ ظلمَ الباطل. 

إنَّ هذه الرؤية التي ذكرتها لا يمكن أن تتجسد إلا بدعم وجهود، ليس فقط القيمين على الجامعة من أساتذة وإداريين، وإنما أيضاً عبر أصدقاء الجامعة وخريجيها.

من هنا لا يسعني إلا أن أذكر بإجلال وتقدير، الجهد الجبار والمتواصل لسمو الشيخ نهيان الذي منح جامعة البلمند مركزاً متميزاً يُعنى بالدراسات العربية وحوار الحضارات، وهو يعكسُ إنسانيةَ سموّه وطبعِه المعطاء، وثقافته المنفتحة على الحوار، وإيمانهِ الصادق بأن "الخلق كلهم عيال الله، وأحب خلقه إليه، أنفعهم لعياله". كما جاء في الحديث الشريف.

إضافةً إلى عطاءاته لبلمند لبنان، كان نتيجة ايمان سموّ الشيخ نهيان بهذه الجامعة، أن أوجدَ جامعة البلمند دبي، امتداداً للجامعة الأم، وحرماً علمياً يساهم في نشر الثقافة وخلق أجيال العلم والحضارة. 

من هنا، وإقتداءً بسموّ الشيخ الجليل، شيخ التسامح، وما أحوجنا إلى التسامح في زمن الحقد الأعمى، أدعو جميع أصدقاء جامعة البلمند، وخريجيها الأعزاء، أن يسعوا كلٌّ في مجالِ عمله، إلى تقديم الدعم لهذا الصرح العلمي، الذي لطالما عرفتموه بإنجازاته، ليبقى منارةً للبنان والعالم. 

وأعدكم أن لا نألوا جهداً لجعل جامعة البلمند مصدر فخرٍ لأصدقائها، وهم كثر، ولخريجيها، وهم حملة الشعلة، وداعميها، وهم مصدر الطاقة والإنبعاث.

أخيراً، أجدد شكري لكل من ساهم ويساهم في إعلاء شأن الجامعة وإبرازِ دورها الريادي العلمي، والإجتماعي، وأدعوكم إلى بذل ما استطعتم لمساعدة طلابها، سواءً على الصعيد المادي من ناحية تقديم المنح، أم على صعيد تأمين فرص العمل لهم، فنحن نطمح لخريجين جديرين بتبؤ أعلى المناصب، لا خريجين ساعين إلى نيل المكاسب.  

وأوّد أن أختم بقناعة لطالما أوصيت بها من حظيتُ بشرف تعليمه وتدريبه من الأطباء: إنَّ المال والوقت متشابهان. فقيمة كلّ واحدٍ منهما في ما تفعل به. وأهمية العطاء تبقى في أن نعطي من دون مقابل، وقبل أن يطلب منا.

شكراً لحضوركم وعطاءاتكم، عشتم، عاشت دولة الإمارات الأبيّة، عاشت جامعة البلمند منارةً للشرق، عاش لبنان.  



​​​​​