كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند خلال زيارة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر كلية عصام فارس للتكنولوجيا في عكار

10 ايار 2019

صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى،
صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس الجزيل الاحترام،
دولة الرئيس عصام فارس، مُمَثَّلاً بحضرة العميد وليم مجلي، 
رؤساء اتحادات بلديات عكار،
الآباء الأَجِلاء،
الزملاء أعضاء الهيئَة التعليمية والإدارية،
الطلاب الأعزاء،
أيها الحفل الكريم،



يُسْعِدُني ويُشرِّفُني اليوم أن أكونَ بينَكُم، في عكار، عكار العزيزةِ على قلبي وقلوبِكُم جَميعاً.

يَغمُرُني شُعورُ فرحٍ بوجودي بأرضٍ طَالما أحبَبتُها، ولَطالما أَعطَتني صَفاءَ الذِهن، ورَجاحَة العَقل، وصَواب البَصيرة، بما تَمتَلِكه هذه البُقعة من لُبنان من جَمالٍ في طَبيعتِها، وكَرمٍ في أَهلِها، وعَزمٍ في شَبابِها، وشُموخٍ في كِبَارِها.

ولَكِن شعورُ الفرحِ هذا تَشُوبُه لَمساتِ حزنٍ، لِما أَراهُ من مُعاناةٍ عِندَ أَهلي في عكار. هذه المُعاناة التي امتدَت مُنذُ عَشراتِ السِنين ولم تَزَل مَوجودةً حتى هذا اليَوم، من الإِهمالِ في الإِنماء، إلى الإِمعانِ في الحِرمان. 

ولكِن فِي ظلِّ هذه المَصَاعب الجَمَّة، تَبقى عَكار عُنوان الشرفِ والتضحيةِ والوفاء، وهُو عُنوان جَيشِنا الأَبيّ الذي طَالما التصَقَ إِسمهُ بإِسمِ شَبابِ عكار ورِجالِها. ومن عَطاءِ الشَباب لجيشٍ مِعطاء، لا يَسَعُني إلا أَن أَذكُر سَخاءَ رَجلٍ، مِن قلبِ عكار ورُوحِها، شَامِخُ الهَامةِ كجِبالِ عَكار، أَخضرُ اليدِ كسهلِ عكار، وحَالِمُ البَصيرة كشَواطِئ عكار.

هذا الرَجل الذي أَهدَى عَكار مَركزاً للفِكرِ والعِلمِ، ليَجعَل المَعرِفة في مُتناوَل شَبابِ هذهِ المِنطقَة، فَيُنيرُ دَربَهم ويُضيُء مُستقبَلَهم ويَفتَحُ لَهم آفاقاً جَديدة. هَذا هُو دَولة الرئيس عِصام فارس، العِصامي في نَشأتِه، والفَارسُ في كِفاحِه.

إنَّ كُلية عِصام فارِس وُجِدَت لتَبقَى، حِفاظاً على إِسم بَانِيها وإِيماناً مِنّا بِحاجة أَهل عَكار لِعلمِها وثَقافَتِها. 

أَعزاءي الطُلاب، والزُملاء الأَساتِذة، أَعِدُكم أَن تَبقى هذِه الكُلية مِعطاءة، مُتألِّقة، مَهما سَاءت الظُروف واشتدَّت المَصاعِب. فنَحنُ بِصدد إِعداد مَشروع مُتكامل لِهذه الكُلية يَجعلُ مِنها مَركزاً مُميزاً في عَددٍ مِنَ الإِختصاصات. وإنَّني أعتَمِدُ على صلابةِ جُهدِكُم، وطولِ صبرِكُم، فالجهدِ والصبرِ هما أساس النجاح.

قبلَ أن أختُم أودُ أن أشكُرَ صاحب الغبطة على زيارتِهِ لِمُبارَكَة هذِهِ الكُليةِ ومَنْ فِيها. 

أخيراً أَعِدُكُم أَنْ أحفَظَ عَهْدِي لَكُم، وأَنْ أَبقَى مَعْكُم وأَمَامكم في مسيرةٍ لا نقبل لها إلا النَجاح والتَمَيُز لِنَكون أَوفِياء لِعَكار وأَهلِهَا. 

عِشتُم، عاشَت عَكار الأَبِيَة، عاشَ لُبنان.


​​​​​