كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند في حفل توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة البلمند وقيادة الجيش في وزارة الدفاع الوطني مبنى القيادة-اليرزة

1 تموز 2020

يُسعِدُني اليوم أن أكونَ في حُضرَةِ حُماةِ الديارِ وقائِدِهِم.
كما يُسعِدُني أَنْ أُسَاهِمَ ولَوْ بِجُزءٍ متواضعٍ في تخفيفِ مُعاناةِ هذه المؤسسةِ العسكريةِ التي طالما نَزَفَتْ واسْتُنْزَفَت لِيبقى لبنان سيداً حراً معافىً، وذلك إنطلاقاً
من سُمُّوِ شَرَفِ جيشِه،
وعَظَمَةِ تضحياتِهِ،
وتفاني وفائِه.
وكلُّ ذلِكَ ليبقى مجتَمَعُنا آمناً، وشعبُنا مطْمَئِناً، ووطنُنا سالماً،
في زمنٍ تشتدُ فيهِ الأزمات،
فمِن أزمةٍ اقتصاديةٍ تنهَشُ جسَدَ المواطِن،
إلى أزمةٍ أخلاقيةٍ حيثُ استفْحَلَ الفسادُ والإفساد،
إلى أزمةٍ وجودِيةٍ حيثُ ينتظرُ شبابُنا على أبوابِ السفاراتِ ليُغادروا وطناً أَحَبّوه وأُجبِروا على هجرتِه.
في هذا الزمنِ الصعب تبقى فُسحةُ الأمل،
فُسحةُ الأمل في جنودٍ لم يَبْخَلوا بدمائِهِم ليصونوا وطناً غَفَلَ أولياؤُهُ عن صيانتِه.
وطناً استُنزِفَ مالُهُ ورِجالُهُ،
وشَحَّت أخلاقُ مسؤوليه،
ونامَت ضمائِرُهُم عن قولِ الحق،
وصُمَّت آذانُهُمْ عن أنينِ شعبِهِم.
هنيئاً لهذا الوطن برجالِهِ،

ورجالِ الشرفِ والتضحيةِ والوفاء.
فَهُمْ الأملُ والرجاءُ في بلدٍ يئِسَ شعبُهُ من فسادِ حُكّامِه، فصارَ يُنازِعُ ليعيشَ بكرامةٍ في وطنٍ كانَ عنوانُهُ الكرامة، في وطنٍ يؤمِنُ بفاسدِين لإصلاحِ الفساد، وأغبياءٍ لإصلاحِ الجهلِ، ومنحرفِين لإصلاحِ الرذيلة.
هذا الفسادُ المنتشر في كل مكانٍ وزمان، أصبحَ، كما وصَفَهُ جلال عامر "شبكةُ الفسادِ في هذه البلاد أكبر من شبَكات الصرفِ الصحي". أخيراً، أُهنىء هذه المؤسسةِ العسكريةِ الجليلة بمناقبيةِ قائِدِها، فكما قال كونفوشيوس "إذا صلَحَ القائدُ فمَنْ يجرُؤ على الفساد".

عشِتُم،
عاشَ جيشُ لبنان شامخاً،
وعاشَ لبنانُ حرّاً مستقلاً.
​​


​​​​​