كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند في حفل توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة البلمند ومستشفى النيني في مستشفى النيني

22 تموز 2022

نقيب أطباء لبنان في طرابلس الزميل الدكتور محمد صافي،
رئيس مجلس إدارة مستشفى النيني الصديق الأستاذ وهيب النيني،
المدير الطبي الزميل والصديق الدكتور الياس بيطار ،
زملائي في جامعة البلمند،
أيها الحفل الكريم،

يَسرُنّي وَ يُشَّرِفني أَن أكُونَ مَعَكم اليَوم فِي هَذا الصَرح الإِستِشفائِيّ العَريق الذي يَعودُ وُجودُه إلى سَنة 1928، أي ما يُقارِب المِئة عَام. وتَزامُناً مع مِئويّة لُبنان الكبير، إِن أردنا المُقارنة، نَجِدُ أنَّ إدارة المُؤسسات تُشبِهُ إدارة الدُوَل والأَوطَان.

فإِن كانَ رَاعِيها صَاحِبُ رُؤيةٍ في التَنمية والتَميّز، وَإِن كَان سَاعِياً وَراءَ المَناقِبيَّة والنَزاهَة والشَفافيَّة في العَمَلِ المَسؤُول، ومُتفانِياً في خِدمةِ مُجتَمَعِهِ وشَعبِهِ وأهلِهِ، فَلا يُمكِن لِهذه المُؤسَسة أَو ذَلِك الوَطَن إِلّا أَن يَزدَهِر ويَنمُو وَيتألَّق ويَتفوَّق.

وَهَذا هُو حَالُ هَذِه المُؤسسّة، مُستَشفى الِنيني التِي جِئنا إِليهَا اليَوم لِنؤكِّد أَننا فِي جَامِعة البَلمند سَنكُونُ سَنداً عِلميّاً، ثَقافِياً، وَوطنِيّاً يَدعَمُ وُجودَها ويُساهِمُ في تألُّقِها العِلمِيّ وتَفوّقِها الإستِشفائِيّ.

جِئنا اليَوم لِنُثبِّتَ القَولَ بِالفِعل وَنُؤكِّد مَرَّةً بَعد مَرَّةٍ، أنَّ الجامِعات تَتَحمَّل مَسؤُوليَّةَ النُهوضِ بِالمُجتَمَعاتِ والأَوطَان، مِن خِلال دَعمِ جَميعِ الُمؤسساتِ الحَيويّةِ والحَياتِيّة، التِي تُعنَى بِشُؤون الناسِ وآفَاتِ المُجتَمع.

نَعَم هَذا هُو هَدَفُنا وَهذِهِ هِي اِسترَاتِيجِيَّتُنا فِي جَامِعة البَلمَند، فَنحنُ نُؤكِّد مِراَراً وتِكرَاراً أَننا مَسؤُولونُ عَن بَقاءِ بَلَدِنا وَصُمودِ شَعبِنا، وَذلِك مِن خِلالِ الحِفاظِ عَلى القِطاعَاتِ الجَوهريَّةِ التي نَشأَ عَليها لُبنان، أَلا وأهَمُّهَا القِطاعُ الإستشفَائِي وقِطاعِ التربِية والتَعليم العَالي.

فَنحنُ كُنّا وَمَا زِلنا وسَنجهَد كَي نَبقَى مُستشفى الشَرقِ وجَامِعَتَهُ. فبالِرغمِ مِن كُلِّ المَصَاعِب والأَزَمَات التِي عَانَى وَ يُعانِي مِنها وَطَنُنا وشَعبُنا، فإننا نَتَعَهَّد بِأنَنا بَاقونَ؛ باقونَ لِنشهَد عَلى قِيامةِ وطَنٍ أنهَكتهُ السِياساتِ العَشوائيّة والسِياسِيونَ الغَوغائيونَ، فَما مِن بلدٍ يَزدَهِرُ إِن حُكِمَ بِطَريقَةِ رِجالِ الأَعمَالِ أًو اِسترَاتِيجيَّةِ أُمراءِ الحَرب. فَإمَّا أَن يَبيعُوه وَيَقبضُونَ ثَمَنهُ، أَو يُغرِقُوه بِحروبٍ عَبَثيّةٍ، لِتَغطِيةِ فَشَلٍ ذَريعٍ، أَو هَوسٍ بِالسُلطةِ، أَو طَمَعٍ بِالمَال.

فَطُلاب العِلمِ في بَلَدِنا يُهاجِرُون،

وأَصحَابُ الكَفاءَةِ مِن أَطِبائِّنا يُهجَّرُون،

وكُلُّ مَا ومَن يُميِّز وَطنَنا أَصبَحَ هَدفاً لِسَرِقَةٍ مُمَنهَجَةٍ تَستَهدِفُ عُقولَ شَبابِنا وَتَستَغِّلُ قُلُوبَهُم، فَيهُربُونَ وَ يُهَرَّبُونَ مِن وَطَنِهم، نَتيجةَ يَأسَهِم مِن حُكَّامٍ نَامَت ضَمائِرَهم، واِختَفَت إِنسانيَّتَهم، وَطَغَت أَنانِيَّتَهم، وتَلاشَت وَطَنيَّتَهم.

لِذلِكَ أعود لإِؤَكِّدَ أنَّ وجُودَنَا اليَّوم إِنَّما هُو بُرهانٌ أَنَّ هَذا الوَطَن سَيَبقى صَامِداً بِعلمِ شَبابِهِ، وكَفاءة أطِّبائِهِ، وَتَميُّزِ مُستشفياتِهِ، فَمَهما كَثُرَت المَصاعِب ومَهما تَعاظَمَت الأزَمَات، سَنبقَى مُتكاتِفين فِي وَجهِ الظُلمِ والغَطرَسةِ، وَسَنبقَى يَقظينَ فِي وجهِ المُؤمَراتِ والمُتأمِرينَ لِأَنَنا رُوحُ هَذا الوَطنِ وسَببُ وجودهِ.

عُشتُم وعَاشَ لُبنان، مُتألِّقاً بِجامِعاِتِهِ، زَاهِياً بِأطِّبائِهِ، مُتَميِّزاً بِمُستَشفَياتِهِ. ​


​​​​​