كلمة الدكتور الياس وراق رئيس جامعة البلمند في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر الدولي International Forum on Lebanon Revival Plan “From Myth to Reality”

25 اّذار 2022

أصحاب المعالي والسعادة والسيادة،
أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية،
طلابنا الأعزاء،
الحفل الكريم،

في اليوم الثالث لهذا المؤتمر، مؤتمر إعادة إحياء لبنان Lebanon Revival Plan سوف نتطرق إلى قطاع الطبابة والإستشفاء في بلدنا الغارق في المصاعب والمصائب والتحديات.

هذا اللبنان الذي لُقبَ يوماً بمستشفى الشرق وطبيبه، فإذا به اليوم يقف منهكاً في قطاعه الإستشفائي، مترنحاً في جسمه الطبي، يواجه أزمة وجودية للحفاظ على ما يحمي حياة أطفاله وشبابه وشيوخه. هذا اللبنان الذي ما بخل على العالم يوماً بعلمٍ أو معرفة.

هذا اللبنان الذي وهبَ دول العالم أعز وأشهر وأمهر ما عنده من أطباء وممرضين لمعت أسماؤهم في مختلف الإختصاصات الطبية، وفي شتى ميادين البحث العلمي.

هذا اللبنان، يئنُ ويتوجع ولا من مداوي للآلامه، ويصرخ ألماً ويذرف دموع اليأس والحسرة، ولا من يواسي أو يؤازره.

أصبحنا في وطن الوقوف على الأطلال، والتغني بأمجاد الماضي.
لكل هذا جئنا اليوم لنقول لشعبنا أولاً، ولشعوب العالم أيضاً، أننا باقون على عهدنا، بأننا لن نستسلم ولن نيأس ولن نندثر.

صحيح أنَّ مصاعبنا كبيرة، وأزماتنا كثيرة، وآفاقنا مظلمة،

وصحيح أن أطبائنا وجسمنا التمريضي قد يجدون ألف سببٍ وسبب للهجرة ليُهجّروا ويهاجِروا،

ولكن أقول لمن اعتقدَ أنَّ في هجرته سلامٌ لروحه وعزة لكرامته ومناعة لحصانته، أقول له ما قاله جبران خليل جبران منذ أكثر من مئة عام، حين صرخ متوجعاً في بلاد هجرته، قائلاً "لو كنتُ جائعاً بين أهلي الجائعين مضطهداً بين أهلي المضطهدين، لكانت الأيام أخف وطأةً على صدري والليالي أقل سواداً أمام عيني لأن من يشارك أهله بالأسى والشدة يشعرُ بتلكَ التعزية السماوية. أنا ها هنا بعيدٌ عن النكبةِ والمنكوبين، ولا أستطيع أن أفخرَ بشيءٍ."

انطلاقاً مما سبق، أدعو كل فردٍ من أفرادِ الجسمِ الطبي والتمريضي، وكذلك قطاع المؤسسات الإستشفائية، أدعوهم إلى وقفةِ صمودٍ وتناغمٍ وتعاون في وجهِ أشرسِ مؤامرة تُحاكُ على وطنِنا لتنتقص من أغلى ما عندنا عبرَ تضييقِ الخناق على طاقاتِنا البشرية في هذا الميزان الحيوي الذي طالما كانَ عنواناً لحضارةِ لبنان وسبباً لوجودِه، وضرورةً لبقائِه.

من هنا أدعو أن تكونَ في مؤتمرِنا هذا بارقة الأملِ التي تضيءُ شعلةَ الرجاءِ في قلبِ شعبِنا وتنفثُ الروح في جسدِ وطننا.

أخيراً أودُّ أن أتوجهَ بالشكرِ لكل من ساهم في إنجاح هذا المنتدى على أمل أن نخلص إلى حلول وتوصيات عسى أن ترسم خارطة طريق لقيامة لبنان واستعادة أبنائه.

عشتم، عاشَ شعب لبنان المتجذّر بأرضه.
عاشت جامعة البلمند فسحة أمل لوطن معذب.
وعاش لبنان سبباً خالداً نحيا لأجله.


​​​​​