Alumni Gala Dinner Dubai

8 November 2025

كلمة

الدكتور الياس وراق

رئيس جامعة البلمند

  في احتفال خريجي جامعة البلمند

في دبي
  

يوم السبت في 8 تشرين الثاني 2025

  ​

راعي الحفل والصديق العزيز سُموّ الشيخ نَهيان بِن مُبارك آل نَهيان، ​

دولة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الصَّديق الياس بو صعب، 

سَعادة السُفراء، اعضاء السلك الدبلوماسي، 

السَادة أعضاء مجلس الأمناء، والداعمين لهذا الحفل، 

المُوسيقار غسان الرحبانة والفرقة الموسيقية، 

الخرّيجين الأعزاء وفي طَليعتهم الأستاذ نعيم يزبك our keynote speaker 

الحضور الكريم، 

 

منذُ لقائِنا الأخير في العَام 2021 ونحنُ نسعى لِاستمرارية هذا التَواصل الذي يَتمحورُ حولَ جَامعَتِنا العزيزة وخِريجيها الأَحبَّاء. 

اجتماعُنا اليوم وكَالعادَة يأتِي برعايةٍ نبيلةٍ من صديقٍ عزيزٍ لطالَما كانَ دائماً وأبداً، حاضِراً لمدِّ يدِ المساعدة ليسَ فقَط لجامعةِ البلمند، ولكن لكلِّ لبناني احتضَنَتهُ دولةُ الإمارات الشَقيقة. 

سُموّ الشيخ نَهيان، نحنُ دائماً وأبداً مَمنونينَ لِجهودِكُم المُبارَكة وحِرصِكُم اللامُتناهي، وشَاكرينَ وفَخورينَ بِصداقتِكُم وصِدقِكُم. فأنتُم خيرُ من يُمَثِّلُ دَولةَ الإمارات بِما تَنطوي عَليهِ هذه الدَّولة الشَقيقة مِن مَنَاقِبيَّةٍ في التَعامُلِ، وصِدقٍ في الصَّداقةِ، ونُبلٍ في مدِّ يدِ العَون. 

إنَّ لبنانَ ينظرُ دائماً إلى دَولة الإمارات كَملجأٍ آمنٍ لِراحةِ شِيبِهِ وحِمَايةِ شبابِهِ. فلبنانُ بِشعبِه، كلِّ شَعبِه، لا ولَن يَنسى وُقوفَ دَولةِ الإمَارات ومَواقِفِها السَّامِية تِجاهَهُ. فَفي كُلِّ أزمةٍ مِن أَزَماتِنا المُتلاحِقة، كانتِ الإماراتُ خيرَ مُعينٍ. نَعَم إنَّ مئاتِ إنْ لَم نَقُل آلالافِ مِن شَبابِ لُبنان، يُدينونَ بِنجاحِهِم في تَأمينِ مُستقبَلهِم إلى رَأفةِ دولةِ الإمَارات بِهم، وإيمانِها بُنبُوغِهم، وفَهمِها لِمشاكلِهِم، واستِنباطِ إبداعاتهم التي طَالما سَاعدَت في بَقائِهم في هَذه الدَّولةِ العَزيزة، باِلتَوازي مَع صُمودِ أحبَّائِهِم في لُبنان. 

إنَّ دولةَ الإماراتِ مُمثَلةً في هذا اللقاء بِسموّ الَشيخ نَهيان، وهُو رمزُ التَسامُحِ، تَبقى الشَقيقةُ الفَاضلةُ لِلبنانِ السَّائِر على طَريق التَعَافي بإذنِ الله. 

نَجتمِعُ اليَوم لَيسَ فَقط بِهدفِ التَلاقي مع خِريجِينا، وَلكنْ أَيضاً بِهدفِ تَقديمِ الشُكرِ لِبلدٍ أعطَى شَبابَنا ما عَجِزَ وطَنُهَم الأُِمّ عن إعطائِهِ لهُم: مُستقبلاً مشرِقاً، وحَياةً كريمة. 

أمَّا بِالعودةِ إلى جَامعةِ البَلمند، هذهِ الجَامعةُ التي عانَت ما عانَتهُ بسببِ الأزماتِ المُتكررة التي أرهَقَتهَا، طُلاباً وأَساتِذةً، وإَِدارةً، هذهِ الجَامعةُ أبَت إلَّا أنْ تَكونَ على مُستوى طُموحِ مَنْ آمَنَ بِها. 

أيُها الأحبَّاء، جامِعَتُنا اليوم باتَت تتألَقُ أكادِيمياً في كلِّ اختصاصاتِها، فلَقَد أَبَينا إلا أنْ نَحصُدَ أهمَّ شَهاداتِ الإعتِماد في العَالم لِنُزيِّنَ بِها كلِّياتِنا مِن كُليّة الطبّ   WFMEإلى كلية الهَندسة ABET إلى كلية إدارة الأعَمال AACSB إلى كلية الصِّحة ACEN وغيرِها.


كَما أنَنا اليَوم في إِطار إِنجاز مُبادرتين مُميزتَين في جامعة البلمند تَتمحوران حَول بِناء الجُسور بين الحَضارات وَمُعالَجة التَهديد الوُجودي للتَّغيّر المُناخي.
 

وفي هذا الإطَار، تمَ إنشاء شَرَاكَتُنا مع تَحالُف الحَضارات للأمم المتَّحِدة  (UNAOC) حيثُ سَتتوَّج هّذه الَّشراكة بِمؤتَمرٍ دوليٍّ ستَستَضيفُهُ الجَامِعة في العَام 2026 في مَركَز الشَيخ نهيان للدراسات العربيّة وحوار الحَضارات في حرم الجامعِة الرئيسي. إِضَافةً إلى ذلك، أَضحَت الجَامعة مَعهداً مُضيفاً وَمُشارِكاً في أكَاديميّة ECOMED التَابِعة لِلبرنامَج الهِيدرولوجيّ الدوليّ للأونيسكو. 

وَبِناءً عَلى مَا سَبق، سَوف يُعلن قَريباً عَن إِنشاء مَركَز دِبلوماسِيَّة المُنَاخ مِن أَجلِ السَّلام المُستَدام Center of Climate Diplomacy and Sustainable Peace CDSP.   

نَعم إنَّ جَامعة البَلمند أصبَحت اليوم بِمصافِ كُبرى الجَامعاتِ في العالَم تُحاكي التطوّر الأكاديمي بِلُغَةِ الإختبارِ المُتميِز والأبحاثِ المُبدِعة. إنَّ البلمند اليَوم أصبحَت مِن أهمِّ المَراجعِ الأكادِيميّة التي تُقصَدُ لِكفاءاتِها العِلميةِ ومِصداقِيتِها البَحثيّة. وهُنا لا يُمكِنُني إلّا أن أذكُرَ تَحديداً مَركز الشيخ نَهيان في جامعةِ البلمند، الذي أصبح مَحجّة للأبحاثِ المُجتَمعيّة، وحوارِ الحَضارات، وما أحَوجَنا لِهكذا مَنبرٍ في هَكذا زَمن. زَمنٌ يَطغى عَليهِ التَطرُّفَ في الدِين، والإبتعادَ عَن الإيمان، زَمنٌ تَضمحِّلُ فيهِ لُغةُ العَقلِ لِتستبدلَها ظَلامةُ الجَهلِ. مِن هُنا أدعو لكُم يا صَاحِبَ السموّ برحابةِ الصدر، وطُولِ الأناء، وغَمرةِ المَحبَّة. 

أخيراً أودُ أن أرحِّبَ بِجميعِ الحَاضرين، شَاكراً حُضورِهم ومُشاركتِهِم ومُتمنياً لِخريجينا أن تَبقى عُقولَهم النَّيِّرة مَحميّةً بِأخلاقهِم، وقُلوبِهم البَيضاء مُصانةً بإيمانِهم وأن يَكنُّونَ العُرفان لكلِّ من احتضَنَهم في هَذا البلدِ الشَقيق وأن يَبقوا مِرآةً تَعكسُ إشراقَ لُبنان الأبيّ، لُبنان جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة،
لبنان بَلد العِلم والثَقافة، لُبنان مُلتقى الحَضارات ومَهد الدِيانات.
 

وَهُنا يَستَوقِفُني شِعرٌ مِن قَصيدَةٍ عُنوانُها "لُبنان" لِصاحِب السُّموّ الشَيخ مُحمد بِن رَاشِد آل
مَكتوم يَقولُ فِيها:

 حبُّ لُبنان في دَمي يَتَجدد              مَوطِنُ الحُسنِ والجَمالِ المُخَلَّد


قَال مَن أَنتَ حِينَ وَافاهُ صَوتي        عّربيٌّ أنا وأُدعَى مُحمَّد

 عشتم، عاشت الإمارات بلداً عزيزاً وشقيقاً وفياً بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات، وعاش لبنان بلداً عزيزاً وشقيقاً وفياً.

 

 



​​​​​